شتاءي دُونكِ أسودٌ قاتم .. و أنا المنفيُّ خلفَ دموعٍ تناجي ذكراك ..
اغتسلُ من ذنبي .. و امارسُ طقوسَ التوبةِ كمُذنبٍ يرجو الصفح عن ماضيه ..
أنا الذي أحببتكِ حتى الطُهر .. و حتى نشوءِ الضوء ..
أنـَـا الذي آمنتُ بوجودِ شموعٍ تضئ لنا الطريق ..
لم اكنْ لاعلم انها تذوبُ .. و تذوبُ .. و تذوبُ .. حتى نحترقْ ..
أنـَـا الذي أمِنْتُ الطريقَ حتى مشيتُ مُجرداً كالسعادةِ ..
لم اعلم انَّ الطريقَ محفوفٌ بكُلاباتِ المُستقبلِ و قيودِ الشوكِ القاسية ..
لم أكنْ لاعلمَ بوجودِ نقيضٍ لقُطبيْ حُبٍ يسري فيهما كُلُّ ما هُو جميلٌ و دافئ ..
و لم أؤمن كالعادةِ - بتفشي الأحزان كالأوبئةِ لا تُرى حتى تتغلغل و ترتكبَ جُرمها ثم تهرب ..
أنا الذي افقتُ على فراقكِ كما افقتُ على حُبكِ .. أنا المعتوهُ الحكيم ..
لم أكُنْ لاخطو خطوةً أخرى دُون التحامِ يدينا و قلبينا بل و حتى جسدينا معاً ..
لا اؤمن بنهايةِ الحُب .. فلا تذهبي كفصلٍ سنويٍ أحمق ..
كُوني حَبيبةَ العُمر !